الأمن الليبي يضبط 19 مهاجراً غير شرعي وتوقيف منسق عملية تهريب في بنغازي

أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية التابع للحكومة الليبية المكلّفة من مجلس النواب، الأحد، عن ضبط 19 مهاجراً غير شرعي وإيقاف أحد المتورطين في تنسيق عملية تهريبهم بمدينة بنغازي، في خطوة جديدة ضمن جهود مكافحة شبكات الهجرة غير النظامية التي تنشط في شرق البلاد.

مداهمة في حي شبنة

وأوضح الجهاز، في بيان نقله مكتب الإعلام الأمني، أن وحدة التحقيقات نفذت عملية مداهمة في منطقة شبنة، أحد الأحياء السكنية في مدينة بنغازي، بعد ورود معلومات مؤكدة ومتابعة ميدانية دقيقة. وأسفرت العملية عن ضبط 19 مهاجراً يحملون الجنسيتين الباكستانية والبنجلاديشية، كانوا داخل منزل يُستخدم نقطة تجمع تمهيداً لتهريبهم عبر السواحل الليبية نحو أوروبا.

وأضاف البيان أن قوات الجهاز أوقفت أيضاً شخصاً من جنسية بنغلاديشية يُشتبه في أنه المنسق الرئيسي لعملية التهريب في ليبيا، مشيراً إلى أن الموقوف يخضع حالياً للتحقيق إلى جانب المهاجرين المضبوطين بهدف كشف الشبكات التي تقف وراء هذه العمليات، وأكد أن التحقيقات لا تزال جارية تمهيداً لإحالة جميع المتورطين إلى الجهات القضائية المختصة.

مأساة جديدة في البحر المتوسط

تأتي هذه العملية بعد أيام فقط من حادث مأساوي قبالة السواحل الليبية، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة مصرع 18 مهاجراً إثر انقلاب مركب خشبي كان يقل عشرات المهاجرين في رحلة غير نظامية نحو أوروبا، في حين تم إنقاذ 64 آخرين.

وذكرت المنظمة، نقلاً عن محطة فرانس 24، أن الناجين ينتمون إلى جنسيات متعددة تشمل 29 رجلاً، وامرأة واحدة، وطفلاً من السودان، إضافة إلى 18 مهاجراً من بنجلاديش، و12 من باكستان، وثلاثة من الصومال، في حين لم تُعرف بعد جنسيات الضحايا الذين فقدوا حياتهم في الحادثة.

أخطر طرق الهجرة في العالم

وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن الحادث يجسد المخاطر الجسيمة التي تواجه المهاجرين على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط الذي يربط بين شمال إفريقيا والسواحل الأوروبية، ويُعد من أخطر مسارات الهجرة في العالم.

وبحسب تقرير حديث للمنظمة، فقد تم تسجيل أكثر من 1046 حالة وفاة وفقدان في هذه المنطقة منذ بداية العام الجاري، منها 527 حالة قبالة السواحل الليبية وحدها، في استمرار لمأساة إنسانية تحصد أرواح الآلاف كل عام بحثاً عن الأمان والفرص المعيشية.

تعد ليبيا إحدى أبرز نقاط الانطلاق للمهاجرين غير النظاميين المتجهين إلى أوروبا، مستفيدين من موقعها الجغرافي وساحلها الممتد على البحر المتوسط، إلى جانب ضعف السيطرة الأمنية في بعض المناطق، وتنفذ السلطات الليبية، منذ سنوات، حملات أمنية متكررة لملاحقة شبكات التهريب التي تستغل حاجة المهاجرين وتورطهم في رحلات خطرة تنتهي في كثير من الأحيان بمآسٍ إنسانية.